النشرة الأولى لشرح التلمسانيّ على قصيدة عمر بن الفارض

جوزيبّي سكاتولين

أستاذ في علم التصوّف

مع الأستاذ / مصطفى عبد السميع سلامة محقّق مخطوطات في دار الكتب المصريّة

icon-calendar الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٧

إنّ شرح التلمسانيّ (ت ٦٩٠/ ١٢٩١) على قصيدة عمر بن الفارض (ت ٦٣٢/ ١٢٣٥) المسمّاة بـالتائيّة الكبرى يُعدّ من أوائل الشروح عليها فهو الثاني بعد شرح سعيد الدين الفرغانيّ (ت ١٣٠٠/٦٩٩). والواقع أنّ الفرغانيّ والتلمسانيّ كانا معًا في مدينة قونية التركية من بين تلاميذ صدر الدين القونويّ (ت ١٢٧٤/٦٧٣)، وهو التلميذ المفضّل للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربيّ (ت ٦٣٨/ ١٢٤٠). هكذا يتّضح كيف كانتْ بداية سلسلة الشروح الأكبريّة على ديوان ابن الفارض.

حقّق جوزيبّي سكاتولين ومصطفى عبد السميع سلامة هذا الشرح بناءًا على المخطوطة الوحيدة الّتي توجد حتّى اليوم (دار الكتب المصريّة ١٣٢٨ تصوّف طلعت). من الواضح من النصّ أنّ التلمسانيّ استغلّ فرصة شرحه على التائيّة الكبرى لنقد بعض أفكار الفرغانيّ، حتّى ولو على حساب متن التائيّة وآراء ابن الفارض في التصوّف.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
WhatsApp

الحفريّات والمياه في المغرب العربيّ خلال القرون الوسطى

توما سوبيرا عالم الحفريّات وطالب دكتوراه في جامعة تولوز icon-calendar الأثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦ يتميّز موقع سِجِلْماسة الأثريّ، وهو مينا برّيّ للتجارة الصحراويّة بين القرن الثاني الهجريّ/الثامن الميلاديّ والتاسع الهجريّ/الخامس عشر الميلاديّ، والّذي يقوم فيه بحفريّات فريقٌ مغربيّ فرنسيّ، بأنظمته المائيّة الموجودة في كلّ أنحاء الموقع. تُدير هذه الأنظمة جمع المياه وتوفيرها وتخزينها وصرف المياه المجاريّة. هذه الأنظمة تشهد بإبداعٍ إنسانيّ عالٍ وتعددّيّة التقنيّات المستخدمة لإدارة هذا المورد الثمين في البيئة الصحراويّة. تقع هذه المنطقة في سهول تافيلالت الّتي يرجع احتلالها إلى ما قبل التاريخ. تأسّستْ مدينة سجلماسة—وقد تكون بالأحرى مجموعة القصور—في حوالي نصف القرن الثاني الهجريّ/الثامن الميلاديّ على يد قبيلة بني مِدرار الأمازيغيّة وهي نقطة الالتقاء للعديد من طرق القوافل. يصفها الأسد الغرناطيّ (ت ٩٥٧\١٥٥٠) في مطلع القرن العاشر الهجريّ/السادس عشر الميلاديّ كخرائب. هذه المنطقة الصحراويّة هي أيضًا مهد السلالة العلويّة في أواخر القرن الثاني عشر الهجريّ/الثامن عشر الميلاديّ والّتي ما زالتْ تحكم المملكة المغربيّة حتّى اليوم فاستنجى موقع سجلماسة الأثريّ من الفقدان بفضل إعادة استخدامه لمقابر العلويّين.

اقرا المزيد >>

مسألة «لو أكل إنسانٌ إنسانًا» في علم الكلام الإسلاميّ

إريك فان ليت دكتور في العلوم الإسلاميّة  الثلاثاء ١٣ ديسبمبر ٢٠١٦ هناك مسألةٌ صغيرة تتفجّر من قرن إلى قرن في كتابات الكثير من علماء الكلام المسلمين (تمّ العثور حتّى الآن على ما بين ٨٠ و٩٠ مؤلّفًا): ماذا يحدث إذا أكل شخصٌ ما شخصًا آخر، هل سيحصلان الاثنان على قيامةٍ جسديّة؟ ظهرتْ هذه المسألة اللاهوتيّة قبل ظهور الإسلام بوقتٍ طويل في كتاب القيامة لـأثيناغوارس في القرن الثاني الميلاديّ، ولم يتردّد أوغسطينس (القرن الخامس الميلاديّ) أن يعتبر هذه المسألة أقوى الجدالات الّتي تعارض القيامة الجسديّة. كما أنّ توماس الأكوينيّ قد ناقش هذه المسألة أيضًا وكذلك العديد من اللاهوتيّين المسيحيّين في القرون الوسطى. عندما عرض السيّد الشريف الجرجانيّ (٨١٦ﻫ/١٤١٣م) هذه المسألة، مميّزًا بين أجزاء الجسد الأصليّة وغير الأصليّة، أجاب في آخر المسار على السؤال الفلسفيّ والأنثروبولوجيّ التالي: ما هو الإنسان؟ وما هو الرابط بين هويّتنا كأشخاصٍ منفصلة وبين أجسادنا؟  تساؤلٌ آخر ينبثق من هذا أيضًا: ما هي القيامة؟ هل هي تجميع أجزاء الجسد المتفرّقة أم هي خليقةٌ جديدة؟ هذه التساؤلات هي الّتي تعطي أهمّيّتها لمسألة آكلي لحوم البشر في علم الكلام. يرى بعضُ علماء الكلام أنّ الجسد مجرّد آلة وأنّ النفس هي الّتي ستُحاسب في يوم القيامة. يمثّل علاء الدين الطوسيّ (٨٧٧ﻫ/١٤٧٢م) أحد هؤلاء العلماء المبكّرين. هذا الرأي يتأصّل المسألة في مهدها، إلّا أنّها قد وصلتْ إلى أبعد التساؤل: هل ستتعذّب في النار أجزاءُ جسد رجلٍ بارّ إذا أكلها رجلٌ خاطئ، حيث أنّها أصبحتْ جزءًا من جسده.

اقرا المزيد >>

«الفلسفة الرابعة» عند الفارابيّ

عزيز هلال دكتور في الفلسفة العربيّة icon-calendar الثلاثاء ٢٥ أكتوبر ٢٠١٦ استخدم الفارابيّ (ت ٩٥٠/٣٣٩) تعبير «الفلسفة الرابعة» في كتابه الجدل. المقصود من هذه الفلسفة هو فلسفةٌ تكون مناسبةً لغير المتخصّصين، مهما كانوا صانعين في فنٍّ معيّن (كالأطبّاء والنحويّين والشعراء…) أو كأشخاص بسطاء من الجمهور. على اختلاف الأنواع الثلاثة الأولى من الفلسفة (الفلسفة ما بعد الطبيعة والفلسفة العمليّة والمنطق)، تستند هذه الفلسفة الرابعة على مقدّمات منطقيّة مقبولة لدى الناس (المشهورات)، بمعنى أنّها من التراث الثقافيّ والأخلاقيّ المشترك بين ناس العاّمة (مثلًا «العدالة أفضل من الظلم» و«الربا حرام» و«يجب إكرام الوالدين» إلخ). أو بمعنًى آخر، فكلّ فيلسوف عليه أن يعلّم هذه الحقيقة إلى أشخاص غير عارفين بالفلسفة يجب عليه أن يلجأ إلى «العلوم المحلّيّة» الّتي يتشارك فيها الجميع. هذه الفلسفة الرابعة هي سياسيّةٌ في جوهرها ومتغيّرة. هي في الأساس نوعٌ من علم التربيّة ويرجع الفضل لها في أنّ الجدل لم يعد يُعتبر تمهيدًا للفلسفة الدائمة ولكن هي فلسفةٌ خاصّة بنفسها. كان لا بدّ من انتظار عام ١٩٨٦ ونشر المجلّدات الثلاث من الكتب الفلسفيّة للفارابيّ بتحقيق السيّد / رفيق العجم (دار المشرق، بيروت) حتّى يُعاد الأهمّيّة القصوى للفارابيّ في الفلسفة.

اقرا المزيد >>