.Kalidou Kassé, Porte de l’espoir (Dakar)
بحكم موقعها الجغرافيّ، تقع مصر عند تقاطع الشرق الأدنى، ولها حدود مع إسرائيل وقطاع غزّة، إلّا أنّها مع ذلك ترمي بجذورها في القارّة الإفريقيّة. وهذا الموقع المتميّز ما انفكَّ يدعونا لعرض خبرتنا في الدراسات الإسلاميّة، آملين في تعزيز البحث العلميّ وتعميق انعكاساته على الحوار الإسلاميّ المسيحيّ. وفي هذا السياق، وبدعوة من المطران أندريه جايي، أسقف أقليم ثيس بالسنغال، نظّم المعهد الدومنيكيّ للدراسات الشرقيّة في نوفمبر الماضي ندوةً دوليّة حول هذا الموضوع، وذلك بأبرشيّة دكار وبدعمٍ من جمعيّة «مساعدة الكنيسة في الأزمات».
شارك في الندوة ممثّلون عن خمس عشرة دولة، كما شهدتْ حضور عدّة مؤسّساتٍ أكاديميّة ومراكز بحثيّةٍ تروم النهوض والالتزام الواضح بمنظومة الحوار الإسلاميّ المسيحيّ. تميّز هذا الحدث أيضًا بحضور عددٍ كبير من خرّيجي المعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة، الّذين أتوا إلى دكار ليتقاسموا مع نُظرائهم ثمار تأمُلاتهم وخبراتهم الميدانيّة. تناولتْ النقاشات عقيدة وحدة الوجود عند ابن عربيّ كقاعدةٍ ممكنة لبناء أخوّةٍ وجوديّة، في حين كشفتْ السورة ١١٢، الإخلاص – «قل هو الله أحد» – عن إمكانيّاتها كنقطة انطلاقٍ محتملة للحوار.
وفي مُداخلتها بعنوان «الدين والأديان والصراعات»، استندت الفيلسوفة راماتولايا ديان مبنج، رئيسة جامعة إيبا دير تيام في إقليم ثيّس، إلى القرآن، وأشارتْ في نفس الوقت إلى فكر ليوبولد سيدار سنجور والمفهوم الليبنيزيّ للكونيّة. كما تمّ استحضار التقاليد الدينيّة الإفريقيّة كأرضيّةٍ ثقافيّة وقاعدة مشتركة تتجاوز الاختلافات الدينيّة. ولاحظنا أنّ النقاش قد استدعى كذلك مسألة الحداثة باعتبارها من الأسباب الّتي ما فتئتْ تعمل على تهميش الإرث التقليديّ وإزاحته. كما أنّ النقاش حول دور المرأة كعاملٍ لحلّ النزاعات قد كشف عن مدى تصادم التصوّرات بين المشاركين والمشاركات.
كانتْ الندوة فرصةً لتبادل مثمر وللقاءٍ مشجّع مع الشيخ عمر تال. ويعتزّ المعهد الدومنيكيّ بهذه المساهمة المتواضعة، لكنّها ضروريّة في مسيرة حوارٍ صادق وبنّاء من أجل السلام في قارّة تعاني الكثير من ويلات العنف.
المداخلات والمحاضرات
في يوم ٥ نوفمبر، ألقى الأخ/ دنيس هالفت محاضرةً عنوانها «اللقاء اليهوديّ-الإسلاميّ في إيران في بداية العصر الحديث: ترجمة يهوديّة لسفر المزامير باللغة الفارسيّة»، وذلك في جمعيّة العلوم الدينيّة التابعة لجامعة جوته الألمانيّة بفرانكفورت.
في يوم ٨ نوفمبر، ألقى الأخ/ عمّانوئيل پيزاني محاضرةً في مركز ليبريه في داكار حول موضوع «أهمّيّة وجود الأخوة الدومنيكان في الشرق الإسلاميّ»، بالتعاون مع مركز التعليم والتكوين والتوثيق للحوار الإسلاميّ المسيحيّ والتنمية الشاملة.
من يوم ١١ إلى يوم ١٣ نوفمبر تولّى الأخ/ عمّانوئيل پيزاني إدارة المؤتمر العلميّ الدوليّ «الحوار الإسلاميّ المسيحيّ، فرصة لأفريقيا»، الّذي عُقد في جماعة مون تابور، بدعوةٍ من أبرشيّة ثيّس. قدّم خلال هذا المؤتمر الموضوع الرئيسيّ وأدار المحاضرة الختاميّة.
في يوم ١٥ نوفمبر ألقى الأخ/ چان چاك پيرينيس محاضرةً بعنوان «المسيحيّون والمسلمون: أيّ دروبٍ للقاء؟»، وذلك في رعيّة القديس بطرس في حيّ ڤيو ليل الفرنسيّ. ثمّ في يوم ٢٦ نوفمبر، شارك في باريس خلال الجلسة العامّة للدائرة الوطنيّة للعلاقات مع المسلمين التابعة لمؤتمر أساقفة فرنسا، حيث تناول النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ.
في يوم ١٦ نوفمبر، قدّم الأخ/ عمّانوئيل پيزاني مداخلةً باللغة العربيّة خلال مؤتمر «الدراسات الإسلاميّة في التعليم الكاثوليكيّ»، الّذي نظّمه المركز الثقافيّ الفرنسيسكانيّ في القاهرة، بالشراكة مع المعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة في روما، ومركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي، والمعهد الدومنيكيّ للدراسات الشرقيّة. كانتْ مداخلته عنوانها «حضور الأخوة الدومنيكان في القاهرة: مقاربات تاريخيّة ورهانات لاهوتيّة». خلال المؤتمر، قدّم الأخ/ مينا أثناسيوس عبد المسيح مداخلةً حول الأخ/ إميليو بلاتي؛ في حين قام الأخ/ أدريان كانديار بتناول أهمّيّة وفائدة دراسة ابن تيميّة بالنسبة لراهب دومنيكانيّ.
في يوم ٢٨ نوفمبر شارك الأخ/ عمّانوئيل پيزاني في ندوةٍ عبر الإنترنت، والّتي نظّمتْها كلّيّة اللاهوت بجامعة ليون الكاثوليكيّة وذلك بمناسبة مرور ستّين عامًا على صدور الرسالة البابويّة الخاصّة بعلاقة الكنيسة بالمسيح وحوارها مع العالم. خلال هذه الندوة قام بالمداخلةٍ التالية: «البابا فرنسيس هو محرّك الرسالة البابويّة في ”كنيسة المسيح“».
ورشة عمل علميّة
في يومي ٦ و٧ نوفمبر شارك الأخ/ متّى پاليري في ورشة عملٍ علميّة باللّغة الإنجليزيّة حول علم دراسة المخطوطات العربيّة. كان عنوان الورشة «المخطوطات العربيّة وكيفيّة قراءتها»، وقام بتنظيمها الدكتورة أولي أكّرمان والأستاذة/ پيترا سايبستين في المعهد الفلمنكيّ بالقاهرة.
الحوار بين الأديان
من يوم ٢١ إلى يوم ٢٣ نوفمبر، شارك الأخ/ دنيس هالفت في روما في الاجتماع الخمسيّن للجنة الفرعيّة للحوار بين الأديان التابعة للمؤتمر الأسقفيّ الألمانيّ، حيث ساهم في المناقشات حول أداة عمل جديدة للحوار بين المسيحيّين والمسلمين في ألمانيا.
لجنة تقييم
في يوم ٤ نوفمبر، شارك الأخ/ عمّانوئيل پيزاني كعضوٍ ومقرّر أوّل في لجنة تقييم مناقشة أطروحة السيّد/ بنيامين كابونجو بعنوان «تقييم القضايا اللاهوتيّة لـ ”الاستبدال-التعاطف“ في لاهوت الحوار بين الإسلام والمسيحيّة لدى لويس ماسينيون». وقد تم الإشراف على هذه الأطروحة من قبل السيّد/ چوزيف إيلول، وتمتْ المناقشة بحضور السيّدة/ إيڤلين موريس، رئيسة اللجنة، والسيّدة/ كلير ريجّو، المقرّرة الثانية. حصل المرشّح على درجة الدكتوراه في علوم الأديان من جامعة دوموني بتقدير جيّد جدًّا.
الزيارات
في يوم ٢٠ نوفمبر، استقبلنا السيّد/ علي عبد الحكيم، مدير قسم العلوم الإسلاميّة في كلّيّة اللغات والترجمة بجامعة الأزهر. كان برفقته سبعة أساتذة آخرين.
بيت الباحثين
خلال شهر نوفمبر استقبلنا وبكلّ فرح في بيت الباحثين:
- السيّدة/ نيونيي أوروسيوالسيّد/ ليڤنتي تيكلوڤكس، طالبين دكتوراه بمعهد ابن سينا لدراسات الشرق الأوسط بالمجر؛
- السيّد/ چيانلوكا پارولين، أستاذ القانون في معهد دراسة الحضارات الإسلاميّة بجامعة آغا خان؛
- السيّدة/ أنجيليكي زياكا، أستاذة تاريخ الأديان والحوار بين الأديان في كلّيّة اللاهوت بجامعة أرسطو بمدينة سالونيك في اليونان، والمسؤولة عن الحوار بين الأديان في المجلس المسكونيّ بمدينة جنيف.
الإصدارات
- Dominique Avon, The Paradigm of “Integral Islam” in Prescriptive Religious Discourse, Trends Researcher & Advisor, October 2024, 31 pages.