طلّاب شهادة عام ٢٠٢٤. الأديان والعلوم الإنسانيّة.
لقد كانتْ الفترة الصيفيّة في معهد الآباء الدومنيكان للدراسات الشرقيّة مليئةً بالعمل الجادّ والمثابرة اليقِظة الّتي تصطحبُ السعي وراء المعرفة. فلأوّل مرّةٍ هذا العام، استقبلنا مع شركائنا من المعهد الفرنسيّ للدراسات الإسلاميّة والمعهد الفرنسيّ للآثار الشرقيّة مدرسةً صيفيّة، حيث انضمّ إليها اثنا عشر شابًّا متخصّصًا في الدراسات الإسلاميّة، أغلبهم من طلّاب الدكتوراه في الجامعات الفرنسيّة. أتوا إلى المعهد وكلّهُم رغبةٌ وحماسٍ من أجل تعميق معرفتهم باللغة العربيّة والغوص في ثقافةٍ عريقة من خلال دراسة نصوصها، وقد قادهم هذا الحماس إلى اكتشاف عمق كلمات هذه اللغة ومعانيها. وقد ألقى عليهم أصدقاؤنا من الأزهر الشريف بعض المحاضرات الممتازة كما استقبلهم أصدقاؤنا من معهد المخطوطات العربيّة بحفاوةٍ بالغةٍ، بدون السيّدة/ نسيان نوريا دي كاستيا الّتي أتتنا مشكورةً من لندن لتقرّبهم من علم وعالم المخطوطات. تجدر الإشارة أيضًا أنّ الزيارة إلى متحف الفن الإسلاميّ لم تكن مجرّد نزهةٍ ذات بُعدٍ جماليّ، بل كانتْ نوعًا من الانغماس في أعماق تاريٍخ يُحيل إلى الغنى الثقافيّ وإلى عالمٍ يُحجب عادةً عن الأنظار. وبالتالي، كما هو الحال في مثل هذه الأسفار النصّيّة والثقافيّة، تمّ نسج روابط ونشأتْ لقاءاتٌ ستُثمر لا محالةً كما تثمرُ الجذور الراسخةُ.
في نفس الوقت، حَشدتْ الدورة اللغويّة الّتي أتحناها للإخوة الدومينيكان، كلّ اهتماماتنا و طاقاتنا ومواردنا. حضر تسعةٌ منهم هذا العام في هذه الدورة، تسعُ أنفس تسعى لأشعّةٍ أخرى للحقيقة. يا له من عملٍ عظيم قمنا به معًا لتعزيز الفهم الشامل للإسلام!
والآن، ها نحن على أبواب العام الأكاديميّ بكلّ ما يحمله هذا العام من وعودٍ ووجوهٍ جديدة. لقد وصلتْ السيّدة/ تيسا والسيّد/ أندرياس، الحاصلان على منحة هذا العام. وسيلحقُ بهما شبابٌ من معهد ابن سينا في بودابست. إنّ بيت الباحثين في المعهد بات شبيهًا بموكب حيث تؤدّي كلّ خطوةٍ فيه إلى لقاءٍ؛ هو شبيهٌ بهبةٍ وعطاء العالم الأكاديميّ، إذ يقيم صرح الأخوّة يومًا بعد يومٍ، لبِنةً بعد لبِنةٍ.
دورة تمهيديّة في اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة
في الفترة من ١٥ يوليو إلى ٩ أغسطس استقبلنا في إطار الدورة التمهيديّة لهذا الصيف تسعةً من الإخوة الدومنيكان:
١) أرسين أدومبيه تيرمادچينجار، تشاديّ؛
٢) ڤينس إنييجو، فلبينيّ؛
٣) إيمريك چاردان، فرنسيّ؛
٤) ألويسيوس كونج، إندونيسيّ؛
٥) إيربير ميموكونيا، أفريقيا الوسطى؛
٦) ستانيسلاس روز، فرنسيّ؛
٧) ڤيلفريد سيندو پوميدچي، كاميرونيّ؛
٨) سيتڤ سينيليد، كونغوليّ؛
٩) إيرينيوش زايانتس، پولنديّ.
كانتْ الدورة مفتوحةً لثلاثة مستوياتٍ: مبتدئ (A1)، مبتدئ متقدّم (A1+)، ومتوسّط (A2). وقد قُدّمتْ تدريبا تٌ في الدراسات الإسلاميّة على يد الإخوة أدريان كانديارد، چون درويل، وعمّانوئيل پيزاني، في حين تولّى الإخوة چون درويل ومينا أثناسيوس التدريب على الليتورجيّا العربيّة. كما حضر الإخوة في المستويات A1+ وA2 دروسًا مع أساتذةٍ من جامعة الأزهر.
مدرسة صيفيّة بالشراكة مع المعهد الفرنسيّ للدراسات الإسلاميّة والمعهد الفرنسيّ للآثار الشرقيّة
في الفترة من ١٥ إلى ٢٦ يوليو عُقدتْ أوّل مدرسة صيفيّة مخصّصة لطلّاب الدكتوراه المسجّلين في الجامعات الأوروبّيّة، أو الّذين أنهوا مؤخّرًا دراساتهم في الماجستير، بهدف اكتساب ثقافةٍ عامّة في اللغة العربيّة والعلوم الإسلاميّة.
من بين المحاضرين من جامعة الأزهر، حضر المشاركون الدروس التالية مع الأساتذة:
- الأستاذ/ إبراهيم عامر جديد، حول التفسير؛
- الأستاذ/ يسري جعفر، حول الفلسفة؛
- الأستاذ/ عبد الفتاح المشدّ، حول التصوّف؛
- الأستاذة/ عزة رمضان، حول علم الكلام؛
- الأستاذ/ هشام الأزهريّ، حول أصول الفقه.
كرسيّ قنواتي:
- حلقة دراسيّة «مقدّمة في علم دراسة المخطوطات»
في يوم ٢٣ يوليو استقبلنا السّيدة/ نوريا دي كاستيا، مديرة الدراسات في المدرسة التطبيقيّة للدراسات العليا، من أجل إدارة جلسةٍ في علم دراسة المخطوطات. شارك في الجلسة أربعون طالبًا من مركز تعليم اللغة الفرنسيّة بجامعة الأزهر، برفقة السيّدة/ منى صبري، مديرة المركز، وكذلك طلّاب المدرسة الصيفيّة وطلّاب دورة التمهيديّة في اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة.
- مُتطوّع مُتخصّص في تدريس اللغة الفرنسيّة كلغةٍ أجنبيّة
منذ منتصف شهر يوليو، استقبلنا السيّد/ مارتن سيڤا لاروش، الّذي سيعمل كمدرّسٍ للغة الفرنسيّة حول أهدافٍ محدّدة في إطار برنامج التطوّع الدوليّ للتعاون. وقد تمّ توظيفه من قبل مفوّضيّة التعاون الكاثوليكيّ، وسيقوم بتدريس دوراتٍ متخصّصة، حول مواضيع حقوق الإنسان، والمساواة، والمواطنة. الهدف هو تمكين طلّاب مركز تعليم اللغة الفرنسيّة بجامعة الأزهر من فهمٍ أفضل للقضايا والنقاشات الحاليّة في أوروبّا.
- توزيع شهادات برنامج «الأديان والعلوم الإنسانيّة»
في يوم ٢٧ يوليو، وخلال حفلٍ حضره السيّد/ عزيز هلال، المُشرف على برنامج شهادة «الأديان والعلوم الإنسانيّة»، والسيّدة/ آن كوفود، ممثّلة وفد الاتحاد الأوروبّيّ في القاهرة، قمنا بتوزيع شهادات «الأديان والعلوم الإنسانيّة» على ثمانيةٍ وثلاثين طالبًا.
- دعوة لتقديم الطلبات للمدرسة الصيفيّة ٢٠٢٥
ينظّم المعهد الدومينيكيّ للدراسات الشرقيّة، في إطار كرسيّ قنواتي بالتعاون مع جامعة إنسوبريا، مدرسةً صيفيّة حول موضوع «المواطنة والتعدّديّة الدينيّة»، والّتي ستُعقد في يوليو من عام ٢٠٢٥. هذه المدرسة موجّهة لطلّاب الدكتوراه أو لأولئك الّذين أتمّوا مناقشة أطروحاتهم بعد الأوّل من يناير لعام ٢٠٢٣. لمزيدٍ من المعلومات…
المؤتمرات
في يومي ٢٨ و٢٩ أغسطس، شارك الأخ چون درويل في مدينة طوكيو في اللقاء السابع لمجموعة «أُسُس علم اللغة العربيّة».كان موضوع مداخلته حول نقد كتاب سيبويه (ت. ١٨٠هـ/٧٩٦م) من قبل أبي العبّاس المبرّد (ت. ٢٨٥هـ/٨٩٨م)، وذلك بالاستشهاد بالنُسخ المخطوطة والحواشي.
المحاضرات والمداخلات
في يوم ٩ يوليو، شارك الأخ/ دينيس هالفت في المؤتمر الدوليّ الّذي نظّمه فريق البحث «المشهد النصّيّ اليهوديّ الفارسيّ والفارسيّ: نحو تاريخ فكريّ لليهوديّة الإيرانيّة في العصور الوسطى». حيث ألقى محاضرةً عنوانها «ترجمات الكتاب المقدّس الفارسيّة: الخروج من ’العُزلة الأدبيّة‘ لليهوديّة-الفارسيّة»، وذلك في معهد الدراسات المُتقدّمة في إسرائيل، التابع للجامعة العبريّة في القدس.
حيث ألقى محاضرةً عنوانها «ترجمات الكتاب المقدّس الفارسيّة: الخروج من ’العُزلة الأدبيّة‘ لليهوديّة-الفارسيّة»، وذلك في معهد الدراسات المُتقدّمة في إسرائيل، التابع للجامعة العبريّة في القدس.
في يوم ١٧ يوليو، ألقى الأخ/ چان چاك پيرينيس في مدينة سان-چاكوت دو لا مير محاضرةً عنوانها «ما هو مستقبل المسيحيّين في الشرق في ظلّ أزمة الشرق الأوسط؟».
في يوم ١٠ أغسطس، ألقى الأخ/ دينيس هالفت بمناسبة عيد القديس دومينيك محاضرةً في سان-مارتان في فريبورغ الألمانيّة حول موضوع «الحوار بين الأديان في أوقات الأزمات: منظورٌ دومنيكيّ».
في يوم ٢٠ أغسطس، ألقى الأخ/ چان چاك پيرينيس في بلدة تريڤو-تريجينك الفرنسيّة محاضرةً عنوانها «إسرائيل-فلسطين: ما هو المستقبل».
في يوم ٢١ أغسطس، ألقى الأخ/ چان چاك پيرينيس في قرية كيرموستير (بليبوان) محاضرةً عنوانها «الآثار الروحيّة لرهبان تيبهرين».
الزيارات
في يوم ٣٠ يوليو، استقبلنا على الغداء السيّد/ أسيف الدين، طالب دكتوراه في الدراسات الإسلاميّة في جامعة سوانسي في المملكة المُتّحدة. فهو يعمل على الربط بين أسماء سور القرآن ومحتواها.
في يوم ٢ أغسطس استقبلنا على الغداء السيّد/ إسحاق واتكنز، طالب في جامعة كارولينا الشماليّة بالولايات المُتّحدة الأمريكيّة. فهو يبحث في موضوع تأسيس أوّل أديرة قبطيّة.
بيت الباحثين
خلال شهري يوليو وأغسطس كنّا سعداء باستقبال الباحثين:
- السيّد/ سامي بن خلف الله، دكتور في تاريخ العصور الوسطى بجامعة پواتييه الفرنسيّة والحاصل على منحة وزارة الخارجيّة الفرنسيّة؛
- السيّد/ نادر بو جلال، طالب دكتوراه في الدراسات العربيّة القديمة والحديثة؛
- السيّد/ جريجوري ڤاندام، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة تشيستر بالمملكة المُتّحدة والحاصل على المنحة المشتركة بين المعهد الفرنسيّ للدراسات الإسلاميّة والمعهد الفرنسيّ للآثار الشرقيّة والمعهد الدومنيكيّ؛
- السيّد/ ماثيو كريپن، باحث في جامعة پوسان الوطنيّة في جنوب كوريا وفي جامعة هومبولت في برلين، إلى جانب أنّه طالب لاهوت في جامعة تورنتو في كندا؛
- السيّدة/ أوريلي پيتيو، مدرّسة وباحثة في تاريخ الفنّ المعاصر في جامعة باريس نانتير.
الإصدارات
Dominique Avon, « La crise de l’Autorité normative dans le sunnisme contemporain », dans Vincent Legrand et Ayang Utriza Yakin (dir.), Histoire, société et études islamiques au 21e siècle. Directions, connexions, approches, Berlin/Boston, De Gruyter, 2024, p. 43-69.